recent
أخبار ساخنة

طريقة تدريس ميدان الانتاج الكتابي

طريقة تدريس ميدان الانتاج الكتابي

·       تقديم .
·       أخطاء مشينة بالنشاط .
·       علاج ضعف الطلبة في التّعبير .
·       مساعي تدريس
·       نشاط التعبير الكتابي .
·       إرشادات عامة تعين على النهوض بنشاط التعبير الكتابي .
·       نماذج لوضعيات إدماجيّة
·       خاتمة .
إذا أردت تحميل العرض على صيغة pdf  : حمل من هنا

تقديم :                                                
         - من علامات تكريم الله للإنسان أن جعله خليفته في الأرض , وسخّر لخدمته كل المخلوقات الأخرى , وعلّمه القرآن الكريم , ومكّنه من البيان باللسان المتميّز, الذي يستطيع به التعبير فما واجبنا نحن المربين للنهوض به , مؤديا كفاءات التواصل الإنساني بأنواعها المختلفة ؟
اللغة أربعة فنون : الاستماع , الحديث , القراءة , الكتابة ,
ويرتبط  التّعبير بفني الحديث والكتابة , فإذا ارتبط بالحديث فهو التّعبير الشفهي , وإذا ارتبط بالكتابة فهو التّعبير الكتابي .
والتّعبير الكتابي هو وسيلة للاتّصال بين الإنسان وأخيه الإنسان بقطع النظر عن بعدي الزمان والمكان , وهذا التّعبير نوعان : وظيفي وإبداعي , فالتّعبير الوظيفي يحقّق اتّصال النّاس بعضهم ببعض لتنظيم  حياتهم وقضاء حاجاتهم مثل : كتابة الرسائل , ملء الاستمارات , كتابة التقارير , والتّعبير الإبداعي ينقل الخواطر والأحاسيس النفسيّة إلى الآخرين بأسلوب أدبي مشوّق ومثير مثل : كتابة الشعر , والتّراجم , والقصة والمسرحيّة ......  
 فالتعبير هو الوسيلة اللغويّة الأولى التي ينقل بها الإنسان ما لديه من أفكار وأحاسيس إلى الآخرين , ورغم هذه الأهميّة , فإنّ مدارسنا لا تُوليه العناية الكافيّة بل تُهمله أحيانا كثيرة , رغم عجز أبنائنا عليه , يشهد بهذا العجز ضعف مستوى أبنائنا ممّن أتمّوا مراحل التّعليم لأنّ مشكلات لغتنا كثيرة بعضها يتّصل بأمور خارجة عنها وبعضها يتّصل بفروعها .

أخطاء مُشينة بالنشاط
   

1-  يلقّن كثير من الأساتذة خطوات التقنيّة للمتعلمين مكتفين بالجانب النظري الشفهي , دونما تدريب كتابي عن كل خطوة نستنتجها , ومعلوم أنّ التلقين لا يُرسّخ الموارد المقدّمة في ذهن وذاكرة المتعلمين فسرعان ما تُنسى , ولهذا الأمر الخطير تجاوزته ) التلقين ( البيداغوجيات  الحديثة و المعاصرة , التي أوجبت تفعيل المتعلّم ليتعلّم التّعلّم , وهل سُميَ الاستنتاج استنتاجا ليلقن مكتوبا
     أو مقروءا ؟ !  وما الفائدة من تقديم التقنيّة تقديما نظريا لا يتجاوز الاستهلاك والمشافهة ؟ !  وهل سيكتسب المتعلمون كفاءات التّحرير بعيدا عن التّحرير المكثّف صاحب السهم الأوفر في الحصّة ؟ !  .

2 – يغفل الأساتذة عن  توضيح فائدة التقنيّة , فلا يُدرك المتعلّم قيمتها في حياته بل يحسبها عبثا لا طائل منه , مع أنّ علماء النّفس يُؤكّدون أنّ المتعلّم إذا لم يُدرك تماما الهدف من المادة التي يتعلّمها , وإذا لم يتّضح له بصورة عمليّة أنّ هذه المادة تَحقّق له غرضا من الأغراض التي يشعر بأنّه في حاجة إليها , فإنّه ينصرف حتما عن هذه المادة .

3– لا يَحسن الحديث عن التقنيّة ما لم نعرّفها لغة واصطلاحا لتذليل بعض صعوبات التّعلّم وتسهيلها  .

 4– يَغفل بعض الأساتذة أن يُكلفوا متعلميهم بواجب الوضعيّة الإدماجيّة ليُحرّر في البيت , ويُصححه الأستاذ في المنزل  على أن يتمّ تصحيحه حصّة التعبير الكتابي المقرّرة في التوزيع السنوي , قد يكون ذلك لنفورهم من التّعبير لأنّه سيرهقهم بتصحيح عدد هائل من الوثائق .

5 – يغفل بعض الأساتذة عن متابعة المشروع الفصلي في هذه الحصّة مع العلم أنّ الإنجاز الفعلي للمشاريع يتمّ خارج الحصص الرسميّة لكن التوجيهات والمتابعة تتمّ في دقائق معدودة تُقتطع من حصص التعبير الكتابي .

6 – غلبة النمطيّة ذات الروتين الممل في الأداء , فلا تنويع يخصّب التعبير و لا إبداع يُجمّله محفّزا المتعلمين

7 – عدم اكتراث الأستاذ بجماليات أعمال المتعلمين , وتثمين كفاءاتهم .

8 – اختيار الأستاذ موضوعات غير حيويّة فاترة لا تفتح شهيّة المتعلمين للتعبير .

9- من الأساتذة من يكون كتابا ناطقا , يتأبّط كتابه مقتفيا خطواته حرفا حرفا طوال السّاعة متواكلا عنه والواجب أن يستزيد من الفضل لصالح متعلميه .

أسباب ضعف الطلبة في التّعبير
         
1 -  ضعف الذخيرة اللغويّة لدى الطلبة لقلة مطالعاتهم , وندرة استفادتهم من المكتبة المدرسيّة , فللتعبير بعد آخر زيادة عن المهارات اللغويّة التي يجب أن يتقنها الطّالب , وهو البعد المعرفي الذي يرتبط بتحصيل المعلومات والأفكار والخبرات عن طريق القراءة المتنوّعة الواعيّة , وهذا البعد يُكسب الطّالب عند الكتابة الطّلاقة اللغويّة .

2- قلّة اطّلاع الأساتذة على أهداف نشاط التعبير , وجهل الطلبة بها وبأهميّة التّعبير 
في نواحي الحياة المختلفة .

3- غزو العاميّة الفصحى في تعابيرنا , ومزاحمتها المدرسة بل القسم بلسان المعلّم .

4-   نظرة النّاس الخاطئة إلى استعمال النّاس للفصحى بل إنّ كثيرا من مدرسي المواد الأخرى لا يُبالون بالأخطاء اللغويّة ظنّا منهم أنّ ذلك خاصّ بالمتخصّصين في اللغة , وهذه الظاهرة تنعكس آثارها السلبيّة على دارسي اللغة العربيّة .

5-  انصراف جهد المعلّم في تدريس المهارات اللغويّة الأخرى مثل : القراءة والقواعد وذلك لمحدوديتها ووضوح أهدافها .

علاج ضعف الطلبة في التّعبير

1- أن تتغيّر نظرة الأساتذة لنشاط التّعبير , وأن يُمنح الوقت الكافي لممارسته , بحيث لا تطغى عليه فروع اللغة الأخرى  وأن يُعطى الدرجات العاليّة في الاختبارات

  2- اعتماد المقاربة النّصيّة في التدريس , واعتماد النصوص الأدبيّة محورا للدراسة اللغويّة ليمتلك المتعلّم الملكة النّصيّة . 

3- أن يُثير الأستاذ في متعلميه دافعيّة تعلّم التعبير , والإقبال عليه والدوافع كثيرة منها :

  • اهتمام الأستاذ بإعداد درسه والتخطيط له .

  • اختيار الموضوع الملائم الذي يدفع المتعلّم للتعبير .

  • إثارة روح التنافس بين الطلبة وتشجيع المبدعين منهم .


4-   أن تكون اللغة العربيّة الفصيحة هي لغة التّعليم لكلّ المواد , وأن يكون هناك التزام تربوي أخلاقي من كلّ مدرّس نحو الدين واللغة والوطن .

5-  أن تُراعي المناهج ما يحتاج إليه الطلبة في كلّ مستوى , فلا نكلّف الطّالب أكثر من طاقته .

6- الاهتمام بتكوين أساتذة اللغة العربيّة , وغرس حبّ اللغة في نفوسهم , حتّى لا يتنقل عجزهم وكراهيتهم إلى طلابهم .

7  - العناية بالمكتبة المدرسيّة , وتشجيع الطلبة والأساتذة -على الإفادة منها , وتوفير الكتب المتنوّعة والمناسبة لمستوى المتعلمين وتسهيل الاستعارة , وتشجيع النشاطات الأدبيّة لأهميتها القصوى في علاج ضعف الطلبة في التعبير .

8-   ضرورة إطّلاع الأساتذة على الوثائق الوزاريّة ) المناهج الوثائق المرافقة , دليل الأستاذ ( لأنّها تعرّفهم بأهداف تدريس التعبير , وسُبُل تحقيقها , وتُرشدهم إلى طرائق تدريسها , وأساليب تصحيحها .

 مساعي تدريس نشاط التّعبير الكتابي

التمهيد المشوّق المُثير :  قد يكون بسؤال أو نُكتة أو تعليق , مُراجعة درس سابق أو نص يصلنا بالتقنيّة التعبيريّة المستهدفة .
- استدراج المتعلمين بوساطة أسئلة مباشرة دقيقة معدّة مُسبقا إلى استقراء النّص , واستخلاص أمثلة تشمل التقنيّة المُقرّرة في دفاتر المحاولات والسّبورة .

-  قراءة الأمثلة قراءة جهريّة , وفهمها لاكتشاف التقنيّة التّعبيريّة المُراد اكتسابها وتسجيلها على السّبورة .

-     تعريف التقنيّة عبر الحوار , وإبراز أهميتها في حياة المتعلمين اليوم وغدا لإثارتهم مُقبلين مُتنافسين طموحين.

-     تحليل الأمثلة تدريجيا معتمدين الطّريقة الاستقرائيّة لاكتشاف ضوابط التقنيّة الواحدة تلو الأخرى , وتدوين ما تمّ استنتاجه  فورا على السّبورة .
  
-      التطبيق على الاستنتاج من خلال تدريبات كتابيّة جزئيّة تنمو لبناء الكفاءة المستهدفة مستثمرين دفتر المُحاولات .

-    مُتابعة إنتاجات المتعلمين الكتابيّة تفعيلا للتقويم التّكويني , وتدوين ما حسُن منها على السّبورة للاقتداء والدّعم والتّعزيز .

-      بعد الانتهاء من رصد خصائص التقنيّة التّعبيريّة كلّها , يُكلّف المتعلمون بتدريبات كتابيّة تتعلّق بتوظيفها تامة , من خلال وضعيّة إدماجيّة دالة .

-   تقويم أعمال المتعلمين .

-  تخصيص دقائق معدودة ) من 5 إلى 10 دقائق ( من السّاعة لمتابعة المشروع المقرّر بما يُناسب الموقف .

-   تكليف المتعلمين بالواجب المنزلي إن اقتضى الأمر ذلك .

- كيف تتمّ متابعة المشروع     ؟ 
                   
تخصّص في كل حصّة من حصص التعبير الكتابي دقائق معدودة لمتابعة المشروع فكيف تتمّ المتابعة ؟

1 – يخصّص الأستاذ دفترا لمتابعة المشروع , من خلاله يحدّد الأستاذ مع تلاميذه :
- تحديد العناصر وربط كل عنصر بأجل محدّد .
- مناقشة عناصر المشروع عنصرا عنصرا .
- إنجاز عناصر المشروع وفق ما اتفق عليه .
- تقديم الأستاذ توجيهات مرحليّة محاولا حلّ كل إشكال يقع فيه التلاميذ , وذلك بإمدادهم بالكتب , والصور , والبيانات , والإرشادات المناسبة .
2 – مساءلة المتعلمين عمّا أنجزوه من أشغال , ومعاينة أعمالهم الكتابيّة سريعة وتقديم التوجيهات الملائمة .
3 – قد يطلب الأستاذ من رؤساء الأفواج الصعود إلى السبورة , وتقديم تقرير حول ما وصلوا إليه , وما هي الصعوبات التي اعترضتهم , ولا يقتصر العمل على رئيس الفوج بل يحاول الأستاذ تغيير الأعضاء ليضمن مشاركتهم جميعا في العمل .

     إرشادات عامّة تُعين على النهوض بتدريس نشاط التّعبير الكتابي :

1-    ينبغي الوقوف في البدايّة على فوائد هذه التقنيّة في حياتهم اليوميّة , لأنّه لا ولن يتلهف التلاميذ في طلب مورد مدروس في غياب قناعتهم بجدواه اليوم , وغدا لضمان اللهفة التعلميّة المحمودة . وسترون عجب إقبالهم وبالغ اندفاعهم , وفيما يأتي إليكم أمثلة على ذلك :
تقنيّة التّعليل والتّبرير :
     أعلم المتعلمين أنّ التّحكم في كفاءة التّبرير والتّعليل يُمكّن أفكارنا من التّميّز والتّقبّل بل التفوّق عن غيرها , وفي هذا إعلاء لمنزلتنا خاصّة كمحامين أو قُضاة أو صحفيين في الفضائيات العالميّة .
تقنيّة القصّة :
      وضّح للمتعلمين فوائد التّحكم في كتابة القصّة في حياتهم الخاصّة والعامة مستشهدا بمن برز فيها من الكتّاب كالدكتور نجيب محفوظ الروائي القصاص العالمي صاحب جائزة نوبل ليعلموا أنّ براعة تأليفها يُكسبهم نجوميّة عالميّة , شهرة وثروة ماديّة أحياء وبعد موتهم .
تقنيّة المقال الصحفي :
     نُثير المتعلمين بقوّة في وضعيّة الانطلاق , فنبيّن لهم أهميّة هذه التقنيّة في حياتهم , ألا يُمكن لواحد منهم أن يحترف نجما في هذا المجال تتنافس عليه قنوات الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة تبتغيه موظفا عندها , يحتفي به منبرها .
تقنيّة الرسالة الإداريّة :
     علينا أن نستثيرهم بتوضيح أهميّة هذه التقنيّة في حياتهم ليتنافسوا على اكتسابها مُتلهفين , وهل يجوز لرئيس مثلا أن يجهلها مُبيّنا أسراره لفلان أو علان أو مُواطن ؟

2-  لا تهملوا الكتابة في حصّة التعّبير,  ولتكن سيّدة غالبة هنا أكثر من غيرها , فتدريب التلاميذ على التقنية يجمل أن يكون كتابيا تدريجيا بنائيا بإنتاج جمل تدمج شيئا فشيئا في فقرة وفقرات تربط لتؤلف نصّا يشمل الموارد المطلوبة كلّها  تبدأ فور استنتاج المثال الأول من أفواه المتعلمين مقاربين  فتدوينه بأيديهم على متن السبورة مشجعين وتزداد انتعاشا بالتدريبات الجزئية الفوريّة , التي تلبي حاجة كل استنتاج تفعيلا وتمثيلا في دفاتر محاولاتهم , والسبورة أيضا إلى أن تكتمل الفقرة بنائيا . لنفرغ بعدئذ إلى التدريبات الكليّة مستجيبين إلى وضعيات إشكال بشرط أن نمنح فيها المتعلّم شطر حريته , في اقتراحها ليبدعوا راغبين مختارين وفق ميولاتهم مادامت من اختيارهم وموجّهين من طرف الأستاذ ..

3- لا نغضّ الطرف عن التقنيات التعبيرية الأخرى التي تزكّي عملنا ) تقنيّة اليوم ( مثل الوصف , السرد الإخبار , ولنستضفها مدمجة تمتّن البناء , وترفعه عاليا , فينجب الإبداع عبر أرحام أقلام المتعلمين تدريجيا .

4-   استمرارية متابعة أعمال المتعلمين في دفاتر محاولاتهم كتقويم مستمر , يسحب الأستاذ بعض إنجازات المتعلمين موضوعين أو ثلاثة للتصحيح المنزلي , وقد يكلّف الأستاذ أحدهم بإعادة تحرير موضوعه منزليا .

   إنّ الاهتمام بنشاط التعبير الكتابي وتيسير درسه هو اهتمام باللغة ومحافظة على أصولها , فهو يحقّق غاية التواصل , ويُلزم المتعلمين باسترجاع مكتسباتهم القبليّة , وإعادة بنائها مُدمجة من جديد وفق القالب التعبيري المطلوب .
لعلني بهذا العرض المتواضع أكون قد وضّحتُ بعض الأمور , وعبّدت دربا شائكا , مقصدي أن يجني منه متعلمونا الخير الوفير , كما ألفت انتباه الزملاء الأساتذة , أنّ لهم في السّندات الرسميّة كالمناهج والوثائق المرافقة , دليل الأستاذ , الكتاب المدرسي , أمهات الكتب خير مساعد يُعينهم على تذليل صعوبات هذا النشاط  والله الموفّق .

للامانة منقول من مفتش من ولاية الوادي لا ادري اسمه فجزاه الله خيرا 


google-playkhamsatmostaqltradent