recent
أخبار ساخنة

طريقة تدريس نشاط الظواهر اللغويّة

طريقة تدريس نشاط الظواهر اللغويّة
عناصر العرض :
1- مدخل .
2- التّعريف بالنشاط  .
3- بين القاعدة النّحويّة والظاهرة اللغويّة   .
4- المقاربة النّصيّة * تعريفها , مزاياها *.  
5- مساعي تدريس نشاط الظواهر اللغويّة في ضوء. المقاربة النّصيّة   .
6- أخطاء ينبغي تجنّبها  .
7- نصائح وإرشادات  .
8 - خاتمة .
1- مدخل :
        - كانت القواعد النّحويّة تدرّس بطريقة قياسيّة , حيث تقدّم القاعدة ثمّ تُشرح , ثمّ يُمثّل لها بنماذج معيّنة , ثمّ تطورت طريقة تدريسها , فأصبحت استنباطيّة , أي أنّنا نعرض الأمثلة ثمّ نستنبط منها القاعدة , وعليها بنى الفيلسوف الألماني يوحنا فردريك هاربارت خطواته الخمسة ) التمهيد , عرض الأمثلة , الموازنة , استنباط القاعدة , التّطبيق ( , وفي كلتا الطّريقتين فالأمثلة جُمل متفرّقة قد تكون أبياتا شعريّة أو آيات قرآنيّة أو أحاديث نبويّة لا يجمع شتاتها جامع .



      - أمّا التّوجه الحديث في تدريس القواعد النحويّة والذي تبنته مناهجنا , يدعو إلى تطبيق الطّريقة المعدّلة التي تعتمد على نص كامل قدر الإمكان حتّى يتمكّن المتعلّم من الاحتكاك بالاستعمال الطّبيعي للنّصوص اللغويّة فيكتشف آليات اللغة في محيطها الطّبيعي , ويتعلّم كيفيّة الاستفادة منها , فيوظّفها مباشرة بعد الدّرس , فلا تبقى قاعدة يحفظها ويخزّنها ثمّ يُهملها عند الاستعمال ) أي في إنشائه الكتابي والشفهي ( .
2- التّعريف بالنشاط :     
    - المقصود بقواعد اللغة العربيّة الصّيغ الصّرفيّة والتّراكيب النّحويّة والتي منحتها مناهج التّعليم المتوسّط ساعة أسبوعيّة تُقدّم في إطار المقاربة النّصيّة بعد حصّة القراءة مباشرة .
3- بين القاعدة اللغويّة والظاهرة اللغويّة : 
      - كانت القاعدة اللغويّة تُدّرس بعيدا عن سياقها لا يربطها بالنّص رابط وغالبا ما تكون شواهدها دخيلة عنه , أمّا الظاهرة اللغويّة فتدرس لتوظيف قوانينها وأحكامها في المُمارسة اللغويّة ببعديها الشفهي والكتابي , فنتناول النّص بوصفه وحدة للتّحليل اللغوي تتعالق أجزاؤه وتتفاعل فيما بينها لتُنتج دلالة كليّة للنّص .
4- المقاربة النّصيّة :
     - تتكون من مصطلحين : مُقاربة + نص 
 * المقاربة : 
   أ- لغة :   يرجع مدلول المقاربة في اللغة إلى الدّنو والاقتراب مع السّداد ومُلامسة الحقّ , نقول : قارب الشيء إذا داناه , ويُقال : قارب فلان في الأمر إذا ترك الغلوّ وقصد السّداد .
   ب- اصطلاحا  : مجموعة التّصورات والمبادئ و الاسترتيجيات التي يتمّ من خلالها تصوّر منهاج دراسي وتخطيطه وتقويمه .

- فالمقاربة في العمليّة التّعليميّة : 
      - هي مجموع الآليات والوضعيات التي يبنيها المعلم قصد تقريب المفاهيم والمعارف من ذهن المتعلّم , ويجعلها قابلة للفهم والاستيعاب ولاكتساب والممارسة في ظلّ الإمكانات المُتاحة وخصوصيّة المتعلّم .
 * النّص :
أ- لغة : إذا عدنا لمعاجم اللغة نجد لمادة نصّ عدة معان  
  - الرفع : نصّ الحديث رفعه .
  - الإظهار : نصّ العروس وضعها على المنصة .
  - نصّ الشيء : حرّكه .
 - الإسناد : نصّ القول إلى صاحبه أي أسنده إليه .
ب- اصطلاحا : هو مجموعة جمل مُركبة مُترابطة تُحقّق قصدا تبليغيا وتحمل رسالة .
- خلاصة المصطلحين ) المقاربة النّصيّة ( : 
     - يعني بصورة إيحائيّة الدنو من النّص والصّدق فالتعاطي معه بعيدا عن الحكم المُسبق عليه من خلال جعل الدراسة اللغويّة ) لسانيات النّص ( أساسا لذلك .
- مزايا المُقاربة النّصيّة :
 - اعتبار اللغة وحدة متكاملة ومترابطة في فروعها والتّدرب على دراسة النّص دراسة شاملة معجميا , تركيبيا  دلاليا , تداوليا .
 - يقوى لديه الميل للتّعبير والتّواصل الشّفهي والكتابي , فيتمكّن من الإعراب عن حاجاته وأفكاره ويتفاعل مع الآخرين بصورة إيجابيّة .
 - تعتبر المتعلّم أساس العمليّة التّربويّة , وتركّز على التّعليم التّكويني , وتُعزّز المشاركة والحوار. 

 - الإفادة من رصيد المتعلم وخبرته السّابقة , والعمل على تطبيقها , والبناء عليها انطلاقا من كون نمو الفرد عمليّة مطّردة ومتكاملة . 
 - تبني وتُعزّز ثقة المتعلّم بنفسه .

    5 - مساعي تدريس قواعد اللغة العربيّة في ضوء المقاربة النّصيّة  : 
- الوضعيّة الأولى : وضعيّة الانطلاق :  وتشمل : 
 - المراجعة : تُراجع المعلومات المكتسبة , وتقوّم تشخيصيا لمعرفة مدى ما حصّله المتعلمون قبليا , إنّها تصل القديم بالجديد , وتُحفّز المتعلمين على المراجعة المستمرّة لدروسهم 
 - التّمهيد الأدبي : الذي يضع المتعلمين في جو نص القراءة .
 - قراءة النّص .
 - مناقشة النّص لإدراك مضمونه العام بإيجاز بالغ , وتذليل بعض صعوباته اللغويّة وفهمه شموليا .
الوضعيّة الثانيّة : وضعيّة بناء التّعلمات  :
 -  التمهيد العلمي : تُوجّه أسئلة لها علاقة بالظاهرة اللغويّة الجديدة .
  - استخراج الأمثلة : يعود الأستاذ إلى النّص , ويستخرج عن طريق أسئلة مختارة الأمثلة التي يحتاجها لمعالجة الظاهرة اللغويّة المرشّحة للدراسة , ويُسجّلها مرتبة على السّبورة .
  - قراءة الأمثلة .
  - تحليل الأمثلة : يشرع الأستاذ في ذلك بطريقة تسمح للمتعلمين بالمشاركة والفعالية في استنباط الأحكام حكما حكما لتسجيلها على السّبورة كقاعدة عامة للدّرس .
 - التطبيقات : يُردف كلّ حكم بتطبيقات جزئيّة تقويميّة تكوينيّة تكون مؤشّرا لتمثيل الجزء المدروس .
- الوضعيّة الثالثة : وضعيّة استثمار المكتسبات  :  وتشمل : 
  *- التّطبيق الختامي : يكون نهائيّا إدماجيا يشمل جوانب الدّرس كلّها , إنّها التقويم التّحصيلي الذي يُمكّن الأستاذ من إصدار حكم واختيار القرار المناسب  فإمّا تغذيّة راجعة , دعم , استدراك ............
 *- الواجب المنزلي : يُكلّف المتعلمون بتمارين للإنجاز المنزلي .

      - لكنّ المشكل المطروح وفق هذه الطّريقة هو تقصير النّص عن التّمثيل للأوجه المختلفة التي تتطلبها بعض الأبواب النّحويّة أو الصّرفيّة في هذه الحالة يجب أن نلجأ إلى تقنيات فصّلتها الوثيقة المُرافقة لمنهاج الّسنة الثانية من التّعليم المتوسّط وهي : 
1- التّحويل :
    - أي التّصرّف في النّص بتبديل بعض مفرداته أو جمله مع مراعاة ما يلي : 
   - أن يكون التّحويل مناسبا لأفكار النّص .
   - أن يكون للصيغ المحوّلة أو التّراكيب الجديدة دلالة طبيعيّة تنسجم مع روح النّص , وتُسهم في إثرائه وإغنائه لا دلالة مصطنعة ومقحمة بعيدة عن سياقه وغرضه العام .
2- اللجوء إلى نصّ جديد :
    خارج نصوص الوحدة إذا اقتضت الضرورة ذلك مع مراعاة ما يلي : 
  - أن يكون للنّص الجديد علاقة مع نصوص الوحدة .
  - أن يكون مناسبا للمستوى الفكري والعقلي للمتعلمين .
  - أن يُمثّل أغلب أمثلة الموضوع النّحوي أو الصّرفي المُراد تدريسه .
وإليكم مثال يُوضّح هذه الإجراءات عمليّة : 
 * الدّرس : الفعل الصّحيح وأنواعه ص 45 , نص يا أمّي ص 44 س 1 م 
 *الأسئلة : 
- ما فعلت الأمّ بعد أن نقم الدّهر عن ابنها ؟ 
- أين نشأ هذا الابن ؟ 
- هات دليل اعتراف الابن بفضل أمّه ؟ 
* الأمثلة : 
- نقم الدّهر , فصفحت الأمّ ورحمت ابنها .
- نشأ في حضن أمّه , أكل وسأل .
- دليلي هو أنّه عدّ فضل أمّه شاكرا .
* اللجوء إلى نصّ جديد :
     دخل خالد , وصاح في وجه أمّه , فغضب عنه أبوه  وشدّه ليؤنّبه , بكى الابن معتذرا , وسأله عفوا , وبعد أن صفح عنه والده وسامحه ضحك شاكرا مقبّلا يردّ جميلهما .

6- أخطاء يجب تجنّبها : 

- التّخلي عن التّمهيد المشوّق فلا تشويق ولا إثارة .
- عدم تصنيف الظاهرة اللغويّة في زمرة العلم الذي تنتمي إليه ) نحو – صرف ( .
- تسجيل الأمثلة دفعة واحدة تلقينا على حساب المقاربة النّصيّة .
- تسجيل الأمثلة غير مرتبة , وغير مصنّفة .
- اكتفاء الأستاذ بمثال واحد لتوضيح الظاهرة , والأفيد تعدّد الأمثلة فمن الخطإ محاولة استنتاج القاعدة من مثال واحد .

- تسجيل الاستنتاج دفعة واحدة بعد الانتهاء من الشّرح .
- تسجيل القاعدة وكبديل عنها نسجّل الاستنتاج .
- الاكتفاء بكتاب المتعلّم كمرجع لتحضير الدّرس .
- إهمال التّدريبات الجزئيّة والكليّة الإدماجيّة .

7- إرشادات وتوجيهات   : 

- أبرزوا للمتعلمين فائدة وقيمة الظاهرة اللغوية الموضوع نفعيّة تفيد المتعلمين لإحداث الاستجابة التّربويّة المرجوّة ونستميل الجميع لاكتسابها .
- الاستعانة بالوسائل التّعليميّة لصالح الأداء من ذلك  اعتماد الجداول والتفريعات والمقارنات لتوضيح الظاهرة  وتيسيرها وتثبيتها .
- من مبادئ التّعلّم الأصيلة والمعاصرة التّدرج في بناء المعلومات بدءا بالأسهل يليه السّهل فالصّعب ثمّ الأصعب وهكذا دواليك 

- بقدر ما تفعّل دفاتر المحاولات أو الألواح يجود التّعلّم مثمرا معنى هذا أن نلزم المتعلمين الإجابة عمّا يُسألون عنه كتابيا في دفتر المحاولات , وبهذا تتّسع دائرة المشاركة لتشمل الجميع , وهل يظنّ الأستاذ أنّ التّعلمات ستزكو إذا بعنا السؤال الواحد بإجابة واحدة 
- عند تسجيل أحكام الاستنتاج لا بدّ من التّمثيل لكل حكم للخروج من التّجريد إلى التّجسيد ولربط القاعدة بالاستعمال .
- إذا تعلّق الأمر بعلم الصّرف وجب شكل الكلمات بوجه أخصّ .

8- خاتمة    : 

     إنّ تدريس فنون اللغة المتنوّعة من استماع وقراءة وأدب ونحو وبلاغة إذا لم تقوّم لسان المتعلّم ولم تجنّبه اللحن في الكلام والخطأ في التّحرير, والفحش أو السّطحيّة في المعاني وسوء العرض وفقر التّصور والخيال فلا خير فيها لأنّها ستكون من باب العلم الذي لا ينفع والذي نعوذ بالله منه كما استعاذ منه رسول الله – صلى الله عليه وسلّم - 
المحفظة الوثائقيّة لأستاذ اللّغة العربيّة و التربيّة الإسلاميّة : اضغط هنا


كيفية تقديم نشاط الأعمال الموجّهة

طريقة تدريس ميدان الانتاج الكتابي
google-playkhamsatmostaqltradent